السبت، 17 سبتمبر 2011

الثورة وعامل الزمن

الثورة وعامل الزمن

بقلم عبد المالك حمروش


كلما كان زمن الثورة طويلا كانت نتائجها أفضل مهما كانت الكلفة باهظة .. فالنصر الجزئي السطحي البسيط الذي حصل في الحالة التونسية المصرية أعقبته مشاكل عويصة وصراعات على المبدأ نفسه .. أما في ليبيا فإن الأمر يختلف فالصراعات القائمة هي على الحكم بين الثوار وحدهم وقد تم ازالة النظام البائد عن آخره .. وليس الأمر كما هو في تونس ومصر حيث تم خلع رأس النظام وبعض مقربيه وبقي النظام يسير المرحلة الانتقالية .. مما جعله يحاول العودة الى سابق عهده ولو بشكل اخف محاولا مع حلفائه في الداخل والخارج انقاذ ما يمكن انقاذه من مصالحهم على حساب مصالح الشعب والوطن والانتقال الديمقراطي .. مما يؤشر على أن الثورة لم تكتمل وقد حكمت الظروف بهذا الوضع الإشكالي الذي يهدد التحول الديمقراطي او يجعله صعبا والصراع دائر ولا ندري على وجه التحديد كيف يكون المآل .. فهذه اليوم عودة الى ميدان التحرير في القاهرة للمطالبة بجدول زمني محدد لانهاء المرحلة الانتقالية وتسليم الحكم الى السلطة المدنية المنتخبة ديمقراطيا وسط مخاوف من محاولة تمسك العسكر بالحكم وهم في مجلسهم الاعلى من صميم العهد البائد .. فهل يفكرون فعليا في التمسك بالحكم وبالتالي عودة الاستبداد او نسبة عالية منه في ثوب جديد؟ والأمر في تونس لا يختلف حيث تمارس الحكومة نفس السيناريو وأصبحت تتخذ إجراءات قمعية لمنع الاحتجاجات والمطالبة بالتغيير الديمقراطي في محاولة منها للعودة إلى الماضي الاستبدادي .. مما قد يحتم عودة المواجهة من جديد لاستكمال الثورة وحسم تولي السلطة في المرحلة الانتقالية بطريقة تجعلها أمينة على الانتقال الديمقراطي واستبعاد كل الأطراف المشبوهة .. أما في اليمن وسوريا فمن المتوقع أن يتجاوز الإنجاز الحالة الليبية ذاتها ويكون الأمر محسوما قبل إسقاط النظام برمته بحيث تكون القيادة البديلة جاهزة وهي من صميم الثورة وليست مختلطة كما هو الوضع الليبي بين الثوار وعناصر المجلس الانتقالي المتنوع التركيبة والذي يشتمل على عناصر مشبوهة إما لأنها متطرفة أو لأنها ذات صلات وارتباطات بالقوى الغربية اللاهثة وراء مكاسب مادية غير مستحقة .. وهكذا فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. فمهما كانت المعاناة قاسية وطويلة فإنها ليست مجانية بل لها مقابل ونتائج باهرة وعالية القيمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق