الخميس، 13 أكتوبر 2011

حسب السيناتور عمر محداد: النظام فصل في رئيس الجزائر المقبل



حسب السيناتور عمر محداد: النظام فصل في رئيس الجزائر المقبل

كتبهاعلي الجزائري الجزائري ، في 13 أكتوبر 2011 الساعة: 17:07 م


ورد في صحيفة الخبر في العدد رقم 6496 ليوم الأربعاء 05 أكتوبر 2011 وفي الصفحة الخامسة مقالة لا أدري هل تصنف في خانة الأخبار الغريبة أو الطريفة أم انه الأمر الواقع وفق (شر البلية ما يضحك).حيث تحدث المقال عن رسالة للنائب السابق لرئيس مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي عمر محداد. حيث قدمته كسيناتور قضى 12 سنة في مجلس الأمة وكواحد من المقربين من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بحكم العلاقات التاريخية التي تربطه به . رسالة يكون عمر محداد قد وجهها للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم .ما لفت انتباهي في الرسالة التي طالب فيها بلخادم بالاستقالة من رئاسة الآفلان هو ما عنونت به الصحيفة مقالتها هذه وبالعريض أن (النظام فصل في رئيس الجزائر المقبل)وذكرت في المقالة أن عمر محداد وبلغة الواثق بنفسه قال أن " رئيس الجمهورية المقبل لن يكون من حزب جبهة التحرير الوطني " مخاطبا بلخادم:سأعطيك الاسم المقترح من قبل النظام للترشيح لرئاسة الجزائر حين التقي بكم في استراحتكم الصيفية بمدينة مرسى بن مهيدي في تلمسان"!!

ما جعلني أشير إلى أن خبر هذه الرسالة التي نقلتها جريدة الخبر يمكن أن يصنف في خانة الأخبار الغريبة أو الطريفة.أو أنه الأمر الواقع بكل بساطة هو أنه لو كان ما نقله السيناتور عمر محداد صحيحا ألا يحق للمرء أن يتسائل ويسائل:ما فائدة الانتخابات الرئاسية وكل الهرج و المرج المرافق لها والأموال الطائلة التي تنفق قبلها وأثنائها وبعدها إن كان الأمر بهذه البساطة: رئيس الجمهورية المقبل الذي سيخلف الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة في 2014 (إن جرت الأمور على طبيعتها) قد تم اختياره منذ الآن؟ أي أنه في 2011 (وربما قبلا)قد تم اختيار الرئيس الجزائري المقبل؟ بل وما فائدة الدستور إذا كانت المادة السادسة منه تتحدث أن " الشعب مصدر كل سلطة. السيادة الوطنية ملك للشعب وحده" لو صدق السيناتور النائب السابق لرئيس مجلس الأمة ؟! وهذا السؤال يتبعه سؤال آخر: بعد تفجر الشارع العربي وتخوفا من امتداد الحريق سارع ممثلو هذا النظام للحديث أن الشعب الجزائري قد سبق هذا التحرك الشعبي العربي منذ 23 سنة حين قام بثورته يوم 05 أكتوبر 1988 (وان كان الأمر يحمل مغالطة تاريخية حيث انتفضت قبلا كل من الدار البيضاء المغربية سنة1965. وانتفض الشارع المصري في جانفي1977.وعادت الدار البيضاء وانتفضت مرة أخرى سنة 1981 ، وانتفضت حماه السورية سنة1982.وانتفضت تونس سنة 1986). ولكن فرضا لو كان الأمر كذلك وقد قام الشعب حقا بثورته سنة 1988 فماذا جنى من هذه الثورة إن كان بعد 23 سنة لم يصل بعد لدرجة اختيار رئيس الجمهورية الذي يحكمه ويتحدث باسمه ويرعى مصالحه. بل يتم اختياره له نيابة عنه وقبل 3 سنوات من موعد الاختيار ؟ أبواق وزبائن النظام التي تطبل هذه الأيام لانتفاضة أكتوبر وتحاول تجميلها وإعادة البريق إليها (هم أنفسهم من وصف المنتفضين حينها بالحثالة والمخربين والأوباش والمغرر بهم وتم تحريكم عن طريق أيادي أجنبية) لكن بعد 23 سنة يخرج علينا سيناتور ليخبرنا أن النظام قد اختار الرئيس المقبل .وانه ليس من حزب جبهة التحرير الوطني.ويدعو بلخادم لزيارة استراحته الصيفية لإخباره بهوية الشخص الموعود (لأنه ربما مستعجل لإخباره ولا يطيق صبرا انتظار حلول فصل الصيف بعد 10 أشهر !).

شخصيا منذ قرأت الخبر و الفضول يكاد يقتلني : من هو هذا الشخص ؟ هل هو مدني أم عسكري؟من جيل الحركة الوطنية و الثورة التحريرية أم من جيل الاستقلال؟ شخصية معروفة أم ستظهر فجأة؟ يأكل الطعام ويمشي في الأسواق أم لا ؟! وإن كنت أعتقد جازما أن الاختيار لن يخرج عن إطار شخصيتين: شخصية تقلدت عدة مناصب في الدولة وترأست الحكومة لعدة فترات وإن كانت لا تحظى بشعبية كبيرة وهي شخصية معروفة جدا. وشخصية مجهولة لكنها معروفة لا تظهر للعلن رغم تقلدها منصبا رسميا . ظهرت مرة واحدة إلى العلن في لقاء عائلي سياسي رياضي . ولو صح هذا السيناريو الأخير وكان اعتقادي في محله فهذا يعني دخول الجزائر نادي الجملوكيات العربية من الباب الواسع ولتذهب الجمهورية و مبادئ الجمهورية إلى الجحيم .

صدفة جميلة : تزامن نشر الخبر مع إحياء ذكرى انتفاضة 88 وهو يوم 05 أكتوبر. لتوقظ النائم وتنبه الغافل أنه : وكأنك يا أبو زيد ما غزيت !!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق